وكان مولده في خامس ذي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين بعد الألف بـ "دهلي"، وتربّى في حجر أمّه وجدّه لأمّه خواجه فريد الدين، وقرأ النحو والصرف وبعض رسائل المنطق إلى "شرح التهذيب" لليزدي، وقرأ "شرح هداية الحكمة" للميبذي، و"مختصر المعاني"، و"المطوّل" على علماء بلدته، ثم صرف همّته إلى الهيئة والهندسة، وقرأ "تحرير الأقليدس"، و"شرح الجغميني"، وبعض الرسائل في الآلات الرصدية للبرجندي، وأعمال الكرّة وأعمال الاصطرلاب وصنعة الاصطرلاب والربع المجيب والربع المقنطر والهلزون وجريب الساعة، وفرجاء التقسيم والفرجاء المتناسب كلّها على خاله زين العابدين.
ثم قرأ "القانونجه"، و"الموجز"، و "معالجات السديدي"، و"كليات النفيسي"، وشرح الأسباب والعلامات إلى أمراض العين على الحكيم غلام حيدر خان الدهلوي، وتطبّب عليه برهة من الزمان، ثم تقرّب إلى بعض متوسِّلي الحكومة الإنكليزية، وولي التحرير في ديوان الحاكم لأقطاع "آكره"، وبعد مدّة ولي القضاء لفتحبور سيكري، فصار (صدر أمين)، واستقلّ بالقضاء أربع سنوات، ولقّبه في هذه السنين بهادر شاه بن أكبر شاه بن شاه عالم التيموري جواد الدولة عارف جنك، ثم نقل من "فتحبور" إلى "دهلي"، وسنحتْ له فرصة للأخذ والقراءة، فقرأ "القدوري"، و "شرح الوقاية"، و "أصول الشاشي"، و "نور الأنوار"، وبعض كتب أخرى على مولانا نوازش على الدهلوي، وقرأ بعض المقامات من "مقامات الحريري"، وبعض القصائد من "السبع المعلّقات" على مولانا فيض الحسن السهارنبوري، وقرأ "مشكاة المصابيح"، وقدرا صالحا