جاء في العلل للإمام أحمد (١/ ١٠٤) والمراسيل لابن أبي حاتم (ص: ٥٩): راشد بن سعد لم يسمع من ثوبان ". لكن يعارضه بأن البخاري جزم بسماعه منه، قال في التاريخ الكبير في ترجمة راشد: "سمع ثوبان ويعلى بن مرة " اهـ. والمثبت مقدم على النافي، وقد ذكر البخاري في تاريخه الكبير، عن حيوة، أنه قال: حدثنا بقية، عن صفوان بن عمرو: ذهبت عين راشد يوم صفين " التاريخ الكبير (٣/ ٢٩٢) رقم ٩٩٤. فإذا كان شهد صفين، وثوبان مات عام ٥٤، فقد عاصره مدة طويلة، ثم إنه لم يتهم بالتدليس، وما عند أحمد رحمه الله هو عدم العلم بالسماع كما يبدو من نقل الخلال في علله، عن أحمد، حيث قال: لا ينبغي أن يكون راشد بن سعد سمع من ثوبان؛ لأنه مات قديماً، فعلل عدم السماع بأن ثوبان مات قديماً، فإذا تبين أنه عاصره أكثر من ثلاثين سنة؛ لأنه لن يشهد موقعة صفين إلا وهو بالغ، فإذا قدرنا عمره خمسة عشر سنة، حين موقعة صفين، يكون راشد بن سعد قد عاصر ثوبان أكثر من ثلاثين سنة، والله أعلم. [تخريج الحديث] الحديث رواه أحمد كما في حديث الباب، ومن طريق أحمد أخرجه أبو داود (١٤٦)، والبيهقي (١/ ٦٢)، والطبراني في مسند الشاميين (١/ ٢٧٤) رقم ٤٧٧. وأخرجه الروياني في مسنده (٦٤٢) حدثنا محمد بن بشار، والطبراني في مسند الشاميين (١/ ٢٧٤) رقم ٤٧٧ من طريق مسدد، كلاهما عن يحيى بن سعيد به. ورواه الحاكم في المستدرك (١/ ٢٧٥) من طريق أحمد بن حنبل به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما اتفقا على المسح على العمامة بغير هذا اللفظ. فتعقبه الذهبي في السير (٤/ ٤٩١) فقال: إسناده قوي، وخرجه الحاكم، فقال على =