للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتفركه يابساً فليس فيه دليل على طهارته، والله أعلم.

ورد هذا:

بأن المني سائل، وليس جامداً كالعذرة اليابسة، فدلك العذرة طهارة للنعل، لأنه لن يترك أثراً من تلك النجاسة، ولكن سلت المني من الثوب، حالة كونه رطباً، أو فركه حالة كونه يابساً لن يطهر الثوب من المني تماماً وهذا شأن الأعيان الطاهرة، وليست النجسة، وقد قدمنا مثل هذا الكلام.

ثانياً: قولكم: إن الفرك خاص بمنيه - صلى الله عليه وسلم -، ومنيه طاهر كسائر فضلاته عليه الصلاة والسلام.

يقال: لا نسلم أنه من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفضلاته - صلى الله عليه وسلم - كسائر المسلمين، ولا يقدح هذا في ذاته الشريفة، فهو بشر كسائر البشر إلا أنه يوحى إليه {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي} (١)، وكان يستنجي من البول والغائط، فنص على بشريته - صلى الله عليه وسلم -، وأكدها بقوله: " مثلكم " والفرق بينه وبين غيره ما ذكره تعالى بقوله: "يوحى إلي ".

وعلى تقدير كونه من الخصائص، فإن منيه كان من جماع، فيخالط مني المرأة، فلو كان نجساً لم يكتف فيه بالفرك (٢).

[الدليل الرابع]

بأنه ورد أن النبي كان يسلت المني من ثوبه، وهو رطب، من غير غسل،


(١) الكهف: ١١٠.
(٢) اختلف الفقهاء في فضلاته - صلى الله عليه وسلم -، فالجمهور، وهو قول للشافعية على أن فضلاته طاهرة.
وقيل: فضلاته كفضلات غيره من سائر المسلمين، وهو قول للشافعية، وهو الصواب.
انظر حاشية ابن عابدين (١/ ٣١٨)، حاشية الدسوقي (١/ ٥٥)، الشرح الصغير (١/ ٧٥)، مغني المحتاج (١/ ٧٨، ٧٩)، مطالب أولي النهى (١/ ٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>