قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي عمرو بن بجدان معروف؟ قال: لا. تهذيب التهذيب (٨/ ٧). وقال ابن القطان: لا يعرف. المرجع السابق. وقال ابن حجر في التقريب: لا يعرف حاله. قلت: من عادة الحافظ في الراوي إذا كان لم يرو عنه إلا واحد، وكان من التابعين ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وقد وثقه ابن حبان أن يقول في حقه: مقبول، أي حين يتابع، كيف وقد صحح حديثه الترمذي، والحاكم والبيهقي وابن حبان، فهذا توثيق ضمني، وقد أجاب ابن دقيق العيد على قول ابن القطان في عمرو بن بجدان: لايعرف له حال، فقال كما في نصب الراية (١/ ١٤٩): " ومن العجب كون ابن القطان لم يكتف بتصحيح الترمذي في معرفة حال عمرو بن بجدان، مع تفرده بالحديث، وهو قد نقل كلامه: هذا حديث حسن صحيح، وأي فرق بين أن يقول: هو ثقة، أو يصحح له حديثاً انفرد به. وإن كان توقف في ذلك لكونه لم يرو عنه إلا أبو قلابة، فليس هذا بمقتضى مذهبه، فإنه لا يلتفت إلى كثرة الرواة في نفي جهالة الحال، فذلك لا يوجب جهالة الحال بانفراد راو واحد عنه بعد وجود ما يقتضي تعديله، وهو تصحيح الترمذي له. [تخريج الحديث]: مداره على أبي قلابة، عن عمرو بن بجدان، عن أبي ذر. ويرويه عن أبي قلابة خالد الحذاء، وأيوب السختياني. أما طريق خالد الحذاء فله طرق كثيرة إليه. الأول: يزيد بن زريع عن خالد الحذاء به. أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٣١٧) من طريق هشام بن عبد الملك، عن يزيد ابن زريع به، وأخرجه البيهقي (١/ ٢٢٠) من طريق إبراهيم بن موسى. وأخرجه (١/ ٢٢٠) من طريق مسدد، كلاهما عن يزيد بن زريع به، وأخرجه ابن حبان (١٣١٢) من طريق الفضيل بن الحسين الجحدري، قال: حدثنا يزيد بن زريع به. =