للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فهذه عمرة، والأسود، والقاسم يتابع بعضهم بعضاً أن عائشة قالت: خرجنا لا نرى إلا الحج، وقالت: لبينا بالحج. وإذا كانت عائشة حاجة سقط القول برفض العمرة كما يقول الحنفية.

وهذا القول مع أنه قد قيل به (١) إلا أنه ضعيف عندي، ومن تأمل الأحاديث تبين أن عائشة أحرمت بالعمرة، وأنها لم ترفض العمرة بل أدخلت الحج على العمرة.

فقد روى البخاري ومسلم من طريق مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أنها قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حجة الوداع، فأهللنا بعمرة ... الحديث من حديث طويل لهما (٢).

وقولها: "فأهللنا بعمرة" تقصد نفسها رضي الله عنها.

ولهما من طريق عقيل، عن ابن شهاب به، وفيه: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمنا من أهل بعمرة، ومنا من أهل بحج" حتى قالت: "ولم أهلل إلا بعمرة" (٣).

وتابع هشام بن عروة ابن شهاب. فرواه البخاري من طريق أبي معاوية (٤)


(١) ساقه ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٢١٧) وضعفه.
(٢) صحيح البخاري (٤٣٩٥)، ومسلم (١١١ - ١٢١١).
(٣) صحيح البخاري (٣١٩)، ومسلم (١١٢ - ١٢١١).
(٤) صحيح البخاري (١٧٨٣) ولفظه: قال البخاري: حدثنا محمَّد بن سلام، أخبرنا أبو معاوية، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله تعالى عنها خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موافين لهلال ذي الحجة، فقال لنا: من أحب منكم أن يهل بالحج فليهل، ومن أحب أن يهل

<<  <  ج: ص:  >  >>