وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، فإنه صدوق يدلس. وأخرج الحديث أبوداود (٦٣)، وابن الجارود فى المنتقى (٤٤)، وابن حبان (١٢٥٣)، والدارقطنى (١/ ١٥،١٦،١٧)، والحاكم (١/ ١٣٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٢٦٠)، من طريق أبي أسامة، عن الوليد، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله ـ المكبر ـ بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وبناء عليه فيكون الحديث قد اختلف فيه على الوليد بن كثير، فصار تارة يرويه عن محمد بن جعفر بن الزبير، وتارة يرويه عن محمد بن عباد بن جعفر، ومحمد بن عباد لا يرويه إلا عن عبد الله المكبر، عن أبيه، بينما محمد بن جعفر بن الزبير تارة يرويه عن عبد الله وتارة يرويه عن عبيد الله. ووقف العلماء من هذا ثلاثة مواقف: الموقف الأول: بعضهم حكم عليه بالاضطراب فى سنده، وبالتالى ضعف الحديث منهم الإمام عبد الله بن المبارك كما في الأوسط (١/ ٢٧١). وابن عبد البر كما في التمهيد (١/ ٣٣٥)، والاستذكار (١/ ٢٠٤). وابن العربي كما في القبس (١/ ١٣٠)، والعارضة (١/ ٨٤)، وأحكام القرآن (٣/). وابن القيم كما في تهذيب السنن (١/ ٦٢). الموقف الثانى: الترجيح بين هذه الطرق وممن سلك مسلك الترجيح أبوداود في سننه وأبو حاتم وابن منده. فرجح أبو داود طريق محمد بن عباد فقال رحمه الله (٦٣): حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة والحسن بن علي وغيرهم قالوا: حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه وساق الحديث. قال أبو داود: هذا لفظ ابن العلاء، وقال عثمان والحسن بن علي عن محمد بن عباد بن جعفر، وهو الصواب. اهـ ورجح أبو حاتم وابن منده رواية محمد بن جعفر بن الزبير. =