وإليك تخريج رواياتهم، وما فيها من اختلاف. رواية ابن إسحاق عن الزهري. أخرجها أحمد كما قدمت في الباب (٦/ ٢٣٧)، عن يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق به. وأخرجه الدارمي (٧٧٥) عن يزيد بن هارون به. وأخرجه أبو داود (٢٩٢) حدثنا هناد بن السري، عن عبدة، عن ابن إسحاق به. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (١/ ٣٥٠). وأخرجه الطحاوي (١/ ٩٨) من طريق الوهبي، ثنا محمد بن إسحاق به. وقد عنعن ابن إسحاق في جميع هذه الطرق. وقد سمَّى ابن إسحاق المرأة المستحاضة عند أحمد (٦/ ٢٣٧) بـ "زينب بنت جحش، وسماها في سنن أبي داود (٢٩٢)، والطحاوي (١/ ٩٨) أم حبيبة، وعند الدارمي (٧٧٥) ابنة جحش، وهي واحدة ذكر مرة اسمها ومرة كنيتها، وسأسوق الخلاف في اسمها في نهاية البحث إن شاء الله تعالى. وتابع ابن إسحاق سليمان بن كثير، وقد أخرجت الرواية عنه فيما سبق وأشرت إلى الاختلاف عليه، وأنه ضعيف في الزهري. وأما رواية ابن أبي ذئب عن الزهري. فأخرجها أبو داود الطيالسي (١٤٣٩): حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: "أن زينب بنت جحش استحيضت سبع سنين، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمرها أن تغتسل وتصلي، فكانت تغتسل عند كل صلاة". [وسنده صحيح]. فليس في الحديث أنه أمرها أن تغتسل عند كل صلاة، وإنما أمر أن تغتسل، وهذا لا يقتضي التكرار، والمقصود به الغسل من الحيض اللازم لكل امرأة حاضت وطهرت، سواء كانت مستحاضة أو غير مستحاضة، وزينب هي أم حبيبة.