واعتبر أبو حاتم رواية أبي داود مرسلة، أعني رواية حسين المعلم، وكذا اعتبرها ابن القطان الفاسي في كتابه "بيان الوهم والإيهام" فإنه قال (٥٤٩) بعد أن ذكر رواية أبي داود: "وهو حديث مرسل فيما أرى، وزينب ربيبة النبي - صلى الله عليه وسلم - معدودة في التابعيات، وإن كانت إنما ولدت بأرض الحبشة، فهي إنما تروي عن عائشة، وأمها أم سلمة". وعدها العجلي كذلك في التابعيات. انظر: معرفة الثقات (٢/ ٤٥٣). والراجح في رواية أبي داود أنها موصولة، لأن زينب صحابية، ولها رواية في صحيح البخاري (٣٤٩٢) من طريق كليب، حدثتني ربيبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأظنها زينب - قالت: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت، لكن ينبغي أن تعل هذه الرواية الموصولة بالرواية المرسلة من طريق هشام والأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال هشام أن أم حبيبة بنت جحش سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال الأوزاعي: أن زينب بنت أبي سلمة كانت تعتكف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي تهريق الدم فجعلها هي المستحاضة، فهذه صريحة بالإرسال. والله أعلم. تخريج الحديث: أخرج الحديث ابن الجارود (١١٥) حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو معمر، قال: ثنا عبد الوارث به. أما رواية هشام عن يحيى بن أبي كثير. فقد أخرجها البيهقي (١/ ٣٥١) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبي سلمة أن أم حبيبة بنت جحش سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: إني أهراق الدم فأمرها أن تغتسل عند كل صلاة وتصلي. فهذه الرواية مع كونها مرسلة، ليس فيها ذكر لزينب بنت أبي سلمة. وأما رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير. فهي عند البيهقي أيضاً (١/ ٣٥١) من طريق بشر بن بكر، ثنا الأوزاعي، ثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة وعكرمة مولى مولى ابن عباس، أن زينب بنت أم سلمة كانت تعتكف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهى تهريق الدم، فأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تغتسل لكل صلاة". وأخرجه أحمد (٦/ ٧١)، وأبو داود (٢٩٣) من طريق حسين وأخرجه ابن ماجه