أولا: لأن وكيعاً تابعه يحيى بن آدم، ومحمد بن كثير، ولم يتابع ابن مهدي. ثانياً: أن رواية وكيع، ويحيى بن آدم، ومحمد بن كثير عن سفيان، عن إسماعيل بن كثير موافقة لرواية يحيى ابن سليم، وابن جريج، وداود بن عبد الرحمن العطار، والحسن بن علي في روايتهم عن إسماعيل بن كثير. ثالثا: أن المخالفة ليست من ابن مهدي، حتى تكون المقارنة بينه وبين غيره، وإنما المخالفة من أبي بشر الدولابي بدليل أن أحمد رواه في المسند (٤/ ٣٣) عن ابن مهدي موافقاً لرواية وكيع بعدم ذكر المضمضة، فخرج ابن مهدي من عهدته، وعلى هذا فيكون ابن مهدي قد اختلف عليه في الحديث، فرواه أحمد عن ابن مهدي، عن سفيان، موافقاً لرواية وكيع، عن سفيان، وخالف أبو بشر الدولابي الإمامَ أحمدَ، فرواه عن ابن مهدي بزيادة (المبالغة في المضمضة)، فتبين أن الخطأ من أبي بشر الدولابي، وليس من ابن مهدي. وأبو بشر الدولابي قد قال الدارقطني: تكلموا فيه. وقال أبو سعيد بن يونس: إنه من أهل الصنعة، وكان يضعف. وقال ابن عدي: متهم. انظر شذرات الذهب (٢/ ٢٦٠). [تخريج الحديث من طريق الثوري] أخرجه عبد الرزاق (٧٩) عن الثوري به، بلفظ: " أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر أشياء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"أسبغ الوضوء، وخلل الأصابع، وإذا استنثرت فأبلغ، إلا أن تكون صائماً". وقوله: " إذا استنثرت " المقصود به الاستنشاق، لأن المبالغة في الاستنثار لا تؤثر في الصائم، فالذي يؤثر هو الاستنشاق، وهو جذب الماء بقوة إلى داخل الأنف. وأخرجه أحمد (٤/ ٣٣) حدثنا وكيع، ثنا سفيان به، بلفظ: " إذا توضأت فخلل الأصابع ". ومن طريق وكيع أخرجه الترمذي (٣٨) والنسائي (٨٧) وأخرجه النسائي (١١٤) من طريق يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان به، مختصراً. وأخرجه البيهقي (١/ ٥٠) من طريق محمد بن كثير، حدثنا سفيان به. سفيان بهذا اللفظ =