للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعلى تقدير صحته فليس فيه دليل؛ لأنه يحتمل أن يكون النضح هنا بمعنى الغسل، فيكون إشارة إلى الاستنجاء، كما قال في المذي: توضأ وانضح فرجك كما هو في مسلم سواء بسواء.


= هل هو عن الحكم بن سفيان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أو عن الحكم بن سفيان، عن أبيه.
وعلى تقدير أن يكون عن الحكم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هل سمع الحكم بن سفيان من النبي - صلى الله عليه وسلم - فيكون متصلاً، أو لم يسمع فيكون منقطعاً.
وأما بقية الاختلافات هل هو الحكم بن سفيان أو سفيان بن الحكم، أو أبي الحكم فإنما اختلاف في اسمه، وهو لا يؤثر إذا كانت عينة معروفة.
واختلف في الراجح من هذين الاختلافين: فقد ذكر هذه الطرق ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٤٦) وصحح أبو زرعة: أنه عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان، وله صحبة.
ورجح أبو حاتم أنه عن الحكم بن سفيان عن أبيه. اهـ
وقال الترمذي على إثر حديث رقم (٥٠): وفي الباب عن أبي الحكم بن سفيان، وقال بعضهم: سفيان بن الحكم أو الحكم بن سفيان، واضطربوا في هذا الحديث. اهـ كلام الترمذي
وقال العلائي في جامع التحصيل (ص: ١٦٦): الحكم بن سفيان، وقيل: ابن أبي سفيان، وقيل: سفيان بن الحكم، ويقال أيضا: أبو الحكم، وقيل: غير ذلك الثقفي له في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بال ثم توضأ ونضح فرجه، وفي بعضها يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي رواية: عن الحكم بن سفيان، عن أبيه، وفيه اختلاف كثير. قال شريك النخعي: سألت أهل الحكم بن سفيان فذكروا أنه لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما بن عبد البر فصحح صحبته وسماعه، والله أعلم. اهـ
وقال البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٣٢٩): وقال بعض ولد الحكم بن سفيان لم يدرك الحكم النبي - صلى الله عليه وسلم -. اهـ
ولاشك أن أهل الرجل أعلم به، خاصة أن مثلهم حريص على مثل هذا الشرف العظيم، فكونهم ينفون سماع سفيان بن الحكم من النبي - صلى الله عليه وسلم - دليل على عدم سماعه، ولو سمع لكان أهله أعلم به من الناس، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>