وفي هذا الإسناد يحيى بن أبي طالب. وثقه الدارقطني، وضعفه بعضهم، وانظر ترجمته في حديث رقم (٤٩) وعبد الوهاب ابن عطاء من أصحاب سعيد القدماء، وممن سمع منه قبل تغيره، وهو من المكثرين عنه. وهذا الإسناد وإن كان فيه لين إلا أنه قد توبع. فقد أخرج عبد الرزاق (٥٠٣٨) عن معمر، عن عمرو، عن الحسن رفعه، ورواه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٩) ح ٦٢١٢ قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الحسن رفعه. ورواه ابن أبي شيبة (١/ ٤٠) من طريق ربيع، وهشام بن حسان عن الحسن موقوفاً عليه. فعلى هذا روى الحديث عن الحسن مرسلاً وموقوفاً. ومرسلات الحسن كما قال الإمام أحمد وغيره: شبه الريح، وهي من أضعف المرسلات. وأشار أبو داود بالرواية المرسلة إلى إعلال الحديث بها، فقال بعد أن ذكر رواية حماد عن قتادة، عن صفية، عن عائشة مرفوعاً. قال أبو داود: ورواه سعيد - يعني: ابن عروبة - عن قتادة، عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال الذهبي في تلخيص المستدرك المطبوع معه (١/ ٢٥١): "وعلته ابن أبي عروبة - عنى بها روايته عن قتادة عن الحسن مرسلاً". وفيه أيضاً اختلاف ثالث على قتادة، فقد رواه شعبة، وسعيد بن بشير، عن قتادة موقوفاً، كما ذكره الدارقطني في العلل، ونقلته قريباً من نصب الراية (١/ ٢٩٦). وشعبة من أثبت الناس في قتادة وقد توبع. فتلخص من هذا أن الاختلاف على قتادة على هذا النحو. يرويه حماد بن سلمة، عن قتادة، عن ابن سيرين، عن صفية بنت الحارث عن عائشة مرفوعاً. ويرويه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، وقد توبع ابن أبي عروبة.