وقال عبد الحق الإشبيلي كما في بيان الوهم والإيهام لابن القطان (٥/ ٣٢٧): "لا يثبت من قبل إسناده". وقال ابن رشد كما في بداية المجتهد المطبوع مع الهداية (٢/ ٣١): "وهو حديث غير ثابت عند أهل الحديث". وقوى الحديث بعضهم. فقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (١٣٢٧) وهذا ذهاب منه لتصحيح الحديث لأنه قد رسم كتابه بالصحيح، وحسن إسناده ابن القطان كما في كتاب الوهم والإيهام (٥/ ٣٣٢)، وتابعه الزيلعي في نصب الراية (١/ ١٩٤)، وحسنه ابن سيد الناس كما في الهداية في تخريج أحاديث البداية (٢/ ٣١). والحق مع من ضعف الحديث، وعلة الحديث جسرة لم يوثقها معتبر والحمل عليها فيه. والله أعلم. تخريج الحديث. أما حديث عائشة: فقد أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١٧١٠) عن موسى بن إسماعيل. وأخرجه أبو داود (٢٣٢) عن مسدد كليهما عن عبد الواحد بن زياد، ثنا أفلت بن خليفة، حدثتني جسرة بنت دجاجة، قالت: سمعت عائشة تقول: "جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد ... وذكرت الحديث". وأخرجه البيهقي (٢/ ٤٤٢) من طريق أبي داود به، وأخرجه ابن خزيمة (١٣٢٧) من طريق معلى بن أسد، نا عبد الواحد بن زياد به. وأما حديث أم سلمة. فقد أخرجه ابن ماجه (٦٤٥) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى، قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا ابن أبي غنية، عن أبي الخطاب الهجري، عن محدوج الذهلي، عن جسرة، قالت: أخبرتني أم سلمة، قالت: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنادى بأعلى صوته: "إن المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض". "وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢٣/ ٣٧٣) رقم ٨٨٣: حدثنا علي بن عبد العزيز،