للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخمرة (١).

ثانياً: أن الرجس هنا وصف بقوله: " من عمل الشيطان " فهو رجس عملي، أي معنوي، وليس رجساً حسياً، ولذلك قال القرطبي: من عمل الشيطان: أي بحمله وتزيينه.

ثالثاً: الرجس في كلام الشارع أكثر ما جاء في النجاسة المعنوية، قال تعالى: {إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت} (٢)، وقال تعالى: {ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون} (٣)، وقال تعالى: {كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون} (٤)، وقال سبحانه: {قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب} (٥)، وقال سبحانه: {وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم} (٦)، وقال سبحانه: {فأعرضوا


(١) وحاول المخالفون الخروج من هذا بقولهم: إن الميسر والأنصاب والأزلام خرجت بالإجماع على طهارتها، وبقي ما عداها على النجاسة.
فيقال: ما دام أن كلمة رجس ليست نصاً في النجاسة الحسية، لم يكن هذا الدليل حجة في النجاسة؛ لأن الإجماع دل على أن كلمة رجس قد تطلق على الشيء وهو ليس بنجس.
ثم إنه ليس هناك إجماع، فقد خالف ابن حزم، فقال بنجاسة الميسر والأنصاب والأزلام، ولكن لا يعرف هذا القول إلا لابن حزم رحمه الله، وهو رأي لا يستند إلى حجة.
(٢) الأحزاب: ٣٣.
(٣) يونس: ١٠٠.
(٤) الأنعام: ١٢٥
(٥) الأعراف: ٧١.
(٦) التوبة: ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>