ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد (٦/ ٣٤١)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ٤٢٧)، وابن حزم في المحلى (١/ ٢٠٠). وهذا السند رجاله كلهم ثقات، وابن جريج قد صرح بالتحديث، وهو مكثر عن عطاء، فلا تضر عنعنته، والله أعلم. فهذه متابعة قوية لعبد الملك بن أبي سليمان في روايته عن عطاء. وأما طريق المطلب بن حنطب، عن أم هانئ. فقد أخرجها عبد الرزاق (٤٨٦٠)، عن معمر، عن ابن طاووس، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أم هانىء قالت: نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح بأعلى مكة، فأتيته، فجاءه أبوذر في جفنة فيها ماء قالت: إني لأرى فيها أثر العجين، قالت: فستره أبو ذر، فاغتسل ثم ستر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا ذر فاغتسل، ثم صلى ثماني ركعات، وذلك ضحى. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد (٦/ ٣٤١) والطبراني في الكبير (٢٤/ ٤٢٦)، وابن خزيمة (١/ ١١٩)، والبيهقي (١/ ٨)، وابن حزم (١/ ٢٠٠) وليس عند أحمد: " ثم ستر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا ذر فاغتسل ". قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٢٦٩) رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، وهو في الصحيح خلا قصة أبي ذر، وستر كل واحد منهما الآخر. والمطلب بن حنطب: قال الحافظ في التقريب: صدوق كثير التدليس والإرسال. قلت: لم أجد أحداً نص على تدليسه سوى الحافظ في التقريب، ولم يذكر ذلك عنه في التهذيب، ولا في تعريف أهل التقديس، ولم يذكر ذلك عنه المزي في تهذيب الكمال، والله أعلم. نعم لم يلق المطلب أم هانئ، فروايته عنها من قبيل الإرسال، والإرسال ليس من التدليس عند ابن حجر، وكثيراً ما يخلط بينهما. قال الترمذي في سننه (٢٩١٦): قال محمد - يعني البخاري - لا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعاً من أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - =