وقد اختلف في عدد الركعات التي صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح، هل هى اثنتان أم أربع أم ست أم ثمان؟ ورواية الصحيحين، وهي رواية الأكثر، أنها ثمان. وليس هذا موضع تحريرها؛ لأن البحث في اغتسال النبي - صلى الله عليه وسلم - من قصعة فيها أثر العجين. وأما رواية أبي مرة مولى عقيل، عن أم هانئ. فرواه عنه جماعة، منهم سعيد بن أبي هند، والمقبري، وأبو النضر، وميمون بن ميسرة، وغيرهم: أما رواية سعيد بن أبي هند، فأخرجها ابن أبي شيبة (٧/ ٤٠٧) رقم ٣٦٩٢٨ حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة فر إلي رجلان من أحمائي من بني مخزوم، قالت: فخبأتهما في بيتي، فدخل علي أخي علي بن أبي طالب، فقال: لأقتلنهما. قالت: فأغلقت الباب عليهما، ثم جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأعلى مكة، وهو يغتسل في جفنة إن فيها أثر العجين، وفاطمة ابنته تستره، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غسله أخذ ثوبا فتوشح به، ثم صلى ثماني ركعات من الضحى، ثم أقبل فقال: مرحبا وأهلا بأم هانئ ما جاء بك؟ قالت: قلت: يا نبي الله فر إلي رجلان من أحمائي فدخل علي علي بن أبي طالب فزعم أنه قاتلهما. فقال: لا قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ، وأمنا من أمنت. وهذا إسناد حسن، وابن إسحاق قد صرح بالتحديث عند الطحاوي وغيره. ومن طريق عبد الرحيم بن سليمان أخرجه الطبراني في الكبير (٢٤/ ٤٢٠) رقم ١٠٢٠ من طريق الحماني، عن عبد الرحيم. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ٣٢٣) من طريق عبد الله بن إدريس، حدثني محمد بن إسحاق، حدثني سعيد بن أبي هند. وأخرجه ابن بشكوال (١/ ١٤٢) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، ثنا محمد =