للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن يهش هشاً رفيقاً» (١)،ولأن المدينة ذات شجر وزرع، فلو منعنا من احتشاشها مع الحاجة أفضى إلى الضرر، بخلاف مكة. ولا جزاء في مذهب المالكية خلافاً لغيرهم بقتل صيد المدينة وقطع شجرها، فإن فعل استغفر الله تعالى فقط.

الثاني ـ أن من صاد صيداً خارج المدينة، ثم أدخله إليها، لم يلزمه إرساله؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يقول: «يا أبا عمير، ما فعل النغير» وهو طائر صغير، فظاهر هذا أنه أباح إمساكه بالمدينة إذ لم ينكر ذلك.

وحرمة مكة أعظم من حرمة المدينة، بدليل أنه لا يدخلها الداخل إلا محرماً.

خامساً ـ زيارة المسجد النبوي وقبر النبي صلّى الله عليه وسلم: يستحب زيارة المسجد النبوي، لأنه كما تقدم في الحديث الصحيح أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، وزيارة قبر النبي صلّى الله عليه وسلم وصاحبيه؛ لأن موضع قبره عليه الصلاة والسلام أفضل بقاع الأرض. وآداب الزيارة وأحكامها ما يأتي (٢):

١ً - تسن زيارة قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم، لقوله عليه السلام: «من زار قبري وجبت له شفاعتي» (٣) وقوله: «من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي، كان


(١) رواهما أبو داود.
(٢) الإيضاح: ص ٨٦ - ٨٨، ٩١، القوانين الفقهية: ص ١٤٣، مغني المحتاج: ٥١٢/ ١، غاية المنتهى: ٣٩٦/ ١، المغني: ٥٥٦/ ٣ - ٥٥٩، مراقي الفلاح: ص ١٢٧ - ١٢٩.
(٣) رواه ابن خزيمة في صحيحه والبزار والدارقطني عن ابن عمر رضي الله عنهما (نيل الأوطار: ٩٥/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>