للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الصاحبان: تقسم الدور ونحوها قسمة جمع، لأنها من جنس واحد من حيث الصورة وأصل السكنى، وإن كانت أجناساً متعددة من حيث اختلاف المقاصد، ويمكن تعديل التفاوت فيها بالقيمة، وينظر القاضي في الأمر بما يحقق المصلحة.

واتفق أئمة الحنفية على أنه يقسم البيتان (الغرفتان) قسمة جمع، سواء أكانا متصلين أم منفصلين (١).

هذا ما يقوله متقدمو الحنفية، وأما في زماننا فإن المنازل والبيوت كالدور تتفاوت تفاوتاً فاحشاً، فلا تقسم قسمة جمع، وإنما تقسم قسمة تفريق.

[المبحث الرابع ـ كيفية القسمة]

أبان الحنفية كيفية القسمة وإجراءاتها التي يتبعها القاسم على النحو التالي (٢)، وهو في تقديري مجرد اجتهاد يتغير بحسب العصور.

١ - يمسح القاسم الأرض، لحفظ الخريطة، ورفعها للقاضي، ويقوّم البناء ليعرف كل شريك قيمة نصيبه.

٢ - يفرز كل نصيب عن غيره مع ارتفاقاته من طريق ونحوه على حدة، ليتحقق معنى التمييز والإفراز تمام التحقيق، ويمنع تعلق نصيب كل شريك بنصيب الآخر.


(١) البدائع: ٢١/ ٧ وما بعدها، تبيين الحقائق: ٢٧٠/ ٥، م (١١٣٢ - ١١٤٢) من المجلة.
(٢) تكملة الفتح: ١٤/ ٨ وما بعدها، تبيين الحقائق: ٢٧٠/ ٥، اللباب شرح الكتاب: ١٠٠/ ٤ وما بعدها، م (١١٥١) مجلة. وانظر تلك الإجراءات في المذاهب الأخرى في المهذب: ٣٠٨/ ٢ وما بعدها، المغني: ١٢٣/ ٩، الشرح الصغير: ٦٧٥/ ٣ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>