للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولاً ـ هل يحرم شيء على المستحاضة مما يحرم على الحائض؟ الاستحاضة حدث دائم كسلَس بول ومذي وغائط وريح باتفاق الفقهاء، أو كرعاف دائم أو جرح لا يرقأ دمه أي لا يسكن عند الحنفية والحنابلة، فلا يمنع شيئاً مما يمنعه الحيض والنفاس من صلاة وصوم ولو نفلاً، وطواف، وقراءة قرآن ومس مصحف ودخول مسجد واعتكاف ووطء بلا كراهة، للضرورة (١)، وللأحاديث الثابتة في ذلك، منها:

١ - ما روت عائشة قالت: «قالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله صلّى الله عليه وسلم: إني امرأة أُسْتَحاض، فلا أطهرُ، أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إنما ذلك عِرْق (أي ينزف)، وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرها (قدر عادتها) فاغسلي عنك الدم، وصلِّي» (٢).

٢ - أمر النبي صلّى الله عليه وسلم حَمْنة بنت جَحْش بالصوم والصلاة في حالة الاستحاضة (٣).

٣ - روى أبو داود عن عكرمة عن حمنة بنت جحش «أنها كانت مستحاضة وكان زوجها يجامعها» وقال: «كانت أم حبيبة تستحاض وكان زوجها يغشاها» وكانت حمنة زوجة طلحة، وأم حبيبة زوجة عبد الرحمن بن عوف (٤).

وهذا المذكور في إباحة وطء المستحاضة هو ما قرره الفقهاء، منهم الإمام


(١) الدر المختار:٢٧٥/ ١، مراقي الفلاح: ص٢٥، فتح القدير:١٢١/ ١، الشرح الصغير:٢١٠/ ١، القوانين الفقهية: ص٤١، مغني المحتاج:١١١/ ١، المغني:٣٣٩/ ١، كشاف القناع:٢٣٥/ ١،٢٣٧.
(٢) رواه البخاري والنسائي وأبو داود (نيل الأوطار:٢٦٨/ ١).
(٣) رواه أبو داود وأحمد والترمذي وصححاه (نيل الأوطار:٢٧١/ ١).
(٤) بنات جحش ثلاث: زينب أم المؤمنين، وحمنة، وأم حبيبة (سبل السلام: ١٠٣/ ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>