للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجملة: يندب الجيد من أعلى النعم، والسالم من العيوب التي تجزئ معها، كخفيف مرض، وكسر قرن بريء.

وقال الشافعية (١): يكره تنزيهاً المذكور في الحديث السابق بسبب شق الأذن أو خرقها أو ثقبها في الأصح؛ وتكره التضحية بالجلحاء (وهي التي لم يخلق لها قرن) وبالقصماء (وهي التي انكسر غلاف قرنها)، وبالعضباء (وهي التي انكسر قرنها)؛ لأن كل ذلك يشينها، وقد قال ابن عباس عن الأضاحي: تعظيمها استحسانها.

وكذلك قال الحنابلة (٢): تكره المشقوقة الأذن، والمثقوبة، وما قطع شيء منها، لحديث علي المنهي فيه عن تلك العيوب. وهذا نهي تنزيه، ويحصل الإجزاء بها، ولا خلاف في ذلك ما عدا الظاهرية، ولأن اشتراط السلامة من أي عيب يشق، إذ لا يكاد يوجد سالم من هذا كله.

[المبحث الخامس - مندوبات الأضحية ومكروهاتها وما يسن لمريد التضحية]

هناك اتفاق بين الفقهاء في أغلب مواضع هذا المبحث.

١ ـ قال الحنفية (٣) يستحب للمضحي قبل التضحية: ربط الأضحية قبل أيام النحر بأيام، لما فيه من الاستعداد للقربة وإظهار الرغبة فيها، فيكون له فيه أجر وثواب، وأن يقلدها (٤) ويجللها كالهدي، ليشعر بتعظيمها، لقوله تعالى: {ومن


(١) مغني المحتاج: ٢٨٧/ ٤، المهذب: ٢٣٨/ ١ - ٢٣٩.
(٢) المغني: ٦٢٦/ ٨.
(٣) البدائع: ٧٨/ ٥ - ٨٠، الدر المختار: ٢٣١/ ٥.
(٤) تقليد البدنة مثلاً: أن يعلَّق في عنقها شيء ليعلم أنها هدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>