للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبرأ الكفيل وحده في حال واحدة وهي أن يقول: (على أني بريء من الباقي) (١).

وتنتهي الكفالة أيضاً بفسخ سبب الكفالة أو إبطاله وهو الدين المكفول: كأن يكفل شخص ما في ذمة المشتري من ثمن الشراء، أو يكفل البائع في تسليم المبيع، ثم فسخ عقد البيع، فتنتهي الكفالة حيث لا يوجد دين مكفول ويسقط حق المكفول له في مطالبة الكفيل.

وإذا كانت الكفالة بالنفس فإنها تنتهي بثلاثة أمور (٢):

الأول ـ تسليم النفس (٣) إلى المطالب بها في موضع يقدر على إحضاره مجلس القاضي، مثل أن يكون في مصر من الأمصار؛ لأن الكفيل أتى بما التزمه، وحصل المقصود من الكفالة بالنفس: وهو إمكان المحاكمة عند القاضي، وإذا تحقق المقصود تنتهي الكفالة.

فإن سلمه في صحراء أو برية، لم يبرأ الكفيل؛ لأنه لا يقدر على المحاكمة فيها، فلم يحصل المقصود. وكذا إذا سلمه في بلد ليس فيها قاض أو أعوان القاضي، كالشرطة مثلاً، لعدم إمكان المحاكمة فيها.

وإن سلمه في السوق أو في المصر، فإنه يبرأ؛ لأن المطلوب هو أن يتحقق التسليم في مكان يقدر فيه على إحضاره إلى مجلس القاضي.


(١) المبسوط: ٥٨/ ٢٠، ٩١، البدائع، المرجع السابق: ص ١٢، فتح القدير: ٤١٢/ ٥، مختصر الطحاوي: ص ١٠٥، مجمع الضمانات: ص ٢٧٤.
(٢) البدائع: ١٢/ ٦ ومابعدها، المبسوط: ١٦٦/ ١٩، ١٧٥، فتح القدير: ٣٩٣/ ٥ ومابعدها، ٤١١، الدر المختار: ٢٦٧/ ٤ ومابعدها، مجمع الضمانات: ص ٢٦٦، ٢٧٤، الكتاب مع اللباب: ١٥٣/ ٢ ومابعدها.
(٣) التسليم يتحقق بالتخلية بين المكفول بنفسه والمكفول له.

<<  <  ج: ص:  >  >>