للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - التيمم: اتفق العلماء على وجوب النية في التيمم، وهي فرض عند المالكية والشافعية، والمعتمد أنها شرط في رأي الحنفية والحنابلة (١)، ودليلهم على اشتراط النية في التيمم: الحديث السابق: (إنما الأعمال بالنيات) واستدل الحنفية: بأن التراب ملوِّث، فلا يكون مطهراً إلا بالنية، أي أن التراب ليس بطهارة حقيقية، وإنما جعل طهارة عند الحاجة، والحاجة إنما تعرف بالنية، بخلاف الوضوء؛ لأنه طهارة حقيقية. فلا يشترط له الحاجة ليصير طهارة، فلا يشترط له النية.

٣ - الغسل: الخلاف فيه كالخلاف في الوضوء على قولين، فقد أوجب الجمهور غير الحنفية النية للغسل كالوضوء، للحديث المتقدم: «إنما الأعمال بالنيات». ورأى الحنفية أن الابتداء بالنية سنة، ليكون فعله تقرباً إلى الله تعالى يثاب عليه، كالوضوء (٢). وفي غسل الميت اشترط الحنابلة في الغاسل النية: نية غسل الميت، للحديث السابق: «إنما الأعمال بالنيات».

٤ - الصلاة: النية واجبة في الصلاة باتفاق العلماء، لتتميز العبادة عن العادة، وليتحقق في الصلاة الإخلاص لله تعالى؛ لأن الصلاة عبادة والعبادة إخلاص العمل بكليته لله تعالى، قال الله تعالى: {وماأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين، حنفاء} [البينة:٥/ ٩٨]، قال الماوردي: والإخلاص في كلامهم: النية. ودل الحديث المتقدم: «إنما الأعمال بالنيات» على إيجابها، فلا تصح الصلاة بدون النية بحال.


(١) البدائع: ٤٥/ ١، ٥٢، فتح القدير: ٨٦/ ١، ٨٩، الشرح الكبير للدردير: ١٥٤/ ١ القوانين الفقهية: ص٣٧، بداية المجتهد: ٦٤/ ١ ومابعدها، مغني المحتاج: ٩٧/ ١، المهذب: ٣٢/ ١، المغني: ٢٥١/ ١، كشاف القناع: ١٩٩/ ١ ومابعدها.
(٢) الدر المختار: ١٤٠/ ١ ومابعدها، الشرح الصغير للدردير: ١٦٦/ ١ ومابعدها، مغني المحتاج: ٧٢/ ١ وما بعدها، كشاف القناع: ١٧٣/ ١ ومابعدها، المجموع: ٣٧٠/ ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>