للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهب الشافعية: إلى أن نية الصيام ركن كالإمساك عن المفطرات، لحديث: «إنما الأعمال بالنيات» (١). أما نية الأداء والقضاء: فالأصح عند الشافعية أنهما لا يشترطان في الصلاة والحج والزكاة والكفارة وصلاة الجنازة. وأما الجمعة التي لاتقبل القضاء فلا حاجة فيها إلى نية الأداء لتمييزها. وأما الصوم فالراجح عندهم أن نية القضاء لا بد منها فيه، وهذا متفق عليه بين المذاهب.

٦ - الاعتكاف: (وهو اللبث في المسجد من شخص مخصوص بنية، بتعريف الشافعية): ويشترط لصحته بالاتفاق النية واجباً كان أو سنة أو نفلاً، فلا يصح الاعتكاف إلا بنية، للحديث السابق: «إنما الأعمال بالنيات» ولأنه عبادة محضة، فلم تصح من غير نية، كالصوم والصلاة وسائر العبادات. وأضاف الشافعية: إن كان الاعتكاف فرضاً كالمنذور، لزمه تعيين النية للفرض، لتميزه عن الطاعة (٢).

٧ - الزكاة: اتفق الفقهاء على أن النية شرط في أداء الزكاة، لقول النبي صلّى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات» وأداؤها عمل، ولأنها عبادة كالصلاة، فتحتاج إلى نية لتمييز الفرض عن النفل (٣).

٨ - الحج والعمرة: يرى الحنفية: أن الإحرام بالحج (نيته) شرط صحته، فرضاً كان أو نفلاً، والعمرة كذلك، ولا تكون عندهم إلا سنة، والمنذور عمرة


(١) الدر المختار: ١١٦/ ٢ومابعدها، مراقي الفلاح: ص١٠٥، القوانين الفقهية: ص١١٣ الأشباه لابن نجيم: ص١٦، ٣٥، الأشباه للسيوطي: ص١٦، مغني المحتاج: ٤٢٣/ ١، ٤٣٢، المهذب: ١٧٧/ ١، المغني: ١٣٧/ ٣ ومابعدها، كشاف القناع: ٣٥٩/ ٢.
(٢) فتح القدير: ١٠٦/ ٢ ومابعدها، الدر المختار: ١٧٧/ ٢ ومابعدها، الأشباه لابن نجيم: ص١٧، القوانين الفقهية: ص١٢٥، الشرح الصغير: ٧٢٥/ ١ ومابعدها، المهذب: ١٩٠/ ١ ومابعدها، مغني المحتاج: ٤٥٣/ ١ ومابعدها، المغني: ١٨٤/ ٣ ومابعدها، كشاف القناع: ٤٠٦/ ٢ ومابعدها.
(٣) الأشباه لابن نجيم: ص١٦، البدائع: ٤٠/ ٢، الشرح الصغير: ٦٦٦/ ١ ومابعدها، القوانين الفقهية: ص٩٩، المجموع: ١٨٢/ ٦ ومابعدها، المغني: ٦٣٨/ ٢ ومابعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>