للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكفايتهم. فأمر الله سبحانه بمساعدتهم بما تتم به كفايتهم، وتزول به ضرورتهم وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى أي الذي قرب جواره. أو الذي له مع الجوار قرب واتصال بنسب أو دين وَالْجارِ الْجُنُبِ أي الذي جواره بعيد. أو الأجنبيّ. وقال نوف البكاليّ: الجار ذي القربى. يعني الجار المسلم. والجار الجنب يعني اليهوديّ والنصرانيّ.

وقد ورد في الوصية بالجار أحاديث كثيرة. منها

قوله صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» . أخرجاه في الصحيحين «١» عن ابن عمر.

ومنها ما

رواه الإمام أحمد «٢» والترمذيّ عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه. وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» .

وروى الإمام أحمد «٣» عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يشبع الرجل دون جاره» .

قال ابن كثير: تفرد به أحمد.

وعن المقدار بن الأسود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «ما تقولون في الزنى؟ قالوا: حرمه الله ورسوله. فهو حرام إلى يوم القيامة. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره. قال فقال:

ما تقولون في السرقة؟ قالوا: حرمها الله ورسوله. فهي حرام. قال: لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات، أيسر عليه من أن يسرق من جاره» .

قال ابن كثير: تفرد به أحمد «٤» . وله شاهد

في الصحيحين «٥» من حديث ابن مسعود. قال: سألت (أو سئل) رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: أن


(١) أخرجه البخاري في: الأدب، ٢٨- باب الوصاة الجار، حديث ٢٣٢٥.
ومسلم في: البر والصلة والآداب، حديث ١٤١.
(٢) أخرجه في المسند ٢/ ١٦٨، وحديث رقم ٦٥٦٦. [.....]
(٣) أخرجه في المسند ص ٥٥ ج ١ وحديث رقم ٣٩٠.
(٤) أخرجه في المسند ٦/ ٨.
(٥) أخرجه البخاريّ في: التفسير، ٢٥- سورة الفرقان، ٢- باب وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ، حديث ١٩٦٢.
وأخرجه مسلم في: الإيمان، حديث ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>