للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي إذا كان الأمر كما ذكر، من كونهما ساحرين، يريدان بكم ما ذكر من الإخراج، والإذهاب، فأزمعوا كيدكم واجعلوه مجمعا عليه، بحيث لا يتخلف عنه واحد منكم. أفاده أبو السعود. وقوله تعالى: ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا أي مصطفين، ليكون أهيب في صدور الرائين وَقَدْ أَفْلَحَ أي فاز بالإنعامات العظيمة من فرعون وملئه الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى أي علا وغلب.

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : الآيات ٦٥ الى ٦٦]

قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (٦٥) قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى (٦٦)

قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ أي التي ألقوها يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى أي حيّات تسعى على بطونها.

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : الآيات ٦٧ الى ٦٩]

فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى (٦٧) قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (٦٨) وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى (٦٩)

فَأَوْجَسَ أي أحس فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى وذلك لما جبل عليه الإنسان من النفرة من الحيات. أو خاف من توهم الخلق المعارضة، بأن لهم من حبالهم وعصيهم حيات. كما أن له من عصاه حيّة قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا أي تلتقطه بفمها إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ في مقابلة آية ربانية وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى أي لا يفوز بمطلوبه، أيّ مكان جاء لدفع الحق.

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : الآيات ٧٠ الى ٧١]

فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى (٧٠) قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى (٧١)

فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً أي فألقى موسى عصاه فتلقفت ما صنعوا فألقي السّحرة سجّدا، تيقنوا أن ذلك ليس من باب السحر، وإنما هي آية ربانية قالُوا آمَنَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>