للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً قالوا إنها كلمة جامعة للجرأة والصبر على القتال، وشدة العداوة، والعنف في القتل والأسر. وظاهرها أمر الكفار بأن يجدوا في المؤمنين غلظة، والمقصود أمر المؤمنين بالاتصاف بصفات كالصبر وما معه، حتى يجدهم الكفار متصفين بها، فهي على حدّ قولهم: لا أرينك هاهنا. والغلظة هي ضد الرقة، مثلثة الغين، وبها قرئ. لكن السبعة، على الكسر وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ أي بالنصرة والمعونة.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة التوبة (٩) : آية ١٢٤]]

وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (١٢٤)

وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أي طائفة من القرآن المعجز المحيط بجملة من الحجج ورفع الشبه فَمِنْهُمْ أي من المنافقين مَنْ يَقُولُ بعضهم لبعض أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ أي السورة إِيماناً إنكارا واستهزاء بالمؤمنين، واعتقادهم زيادة الإيمان بزيادة العلم الحاصل بالوحي والعمل به فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً لأنها أزيد لليقين والثبات، وأثلج للصدر، لكثرة الدلائل، ورفع الشبهة وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ أي بنزولها وبما فيه من المنافع الدينية والدنيوية.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة التوبة (٩) : آية ١٢٥]]

وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ (١٢٥)

وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أي كفر وسوء عقيدة فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ أي كفرا بها مضموما إلى الكفر بغيرها وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ أي واستحكم ذلك الكفر فيهم، بسبب الزيادة إلى موتهم.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة التوبة (٩) : آية ١٢٦]]

أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦)

أَوَلا يَرَوْنَ يعني المنافقين أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ أي يبتلون بإظهار مكرهم

<<  <  ج: ص:  >  >>