وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى
فلما حكاه الله تعالى عنه، أسند الضمير إلى ذاته. لأن الحاكي هو المحكي في كلام موسى.
فمرجع الضميرين واحد. وهذا الوجه وجه حسن رقيق الحاشية. وهذا أقرب الوجوه إلى الالتفات. لكن الزمخشريّ لم يعنه. والله أعلم. انتهى كلام الناصر. وقوله تعالى:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : الآيات ٥٤ الى ٥٥]
كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (٥٤) مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (٥٥)
كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ حال من ضمير (فأخرجنا) على إرادة القول إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى مِنْها أي من الأرض خَلَقْناكُمْ أي خلقنا أصلكم وهو آدم.
أو خلقنا أبدانكم من النطفة المتولدة عن الأغذية، والمتولدة من الأرض بوسائط وَفِيها نُعِيدُكُمْ أي بالإماتة إعادة البذر إلى الأرض وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى أي بردّهم كما كانوا، أحياء. ثم أشار تعالى إلى عتوّ فرعون وعناده، بقوله سبحانه:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : الآيات ٥٦ الى ٥٨]
وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (٥٦) قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (٥٧) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (٥٨)
وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها أي من العصا واليد والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين فَكَذَّبَ وَأَبى قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً أي مستويا واضحا يجمعنا.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : الآيات ٥٩ الى ٦٠]
قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (٥٩) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى (٦٠)
قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وهو يوم مشتهر عندهم باجتماع الناس فيه وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى أي ضحوة النهار ليكون الأمر مكشوفا لا سترة فيه فَتَوَلَّى