وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أي لا يكسبنكم عدواتي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ من الغرق والريح والصيحة وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ فإن منازلهم قريبة منكم، وقد علمتم ما نزل بهم من قلب الأرض وإمطار الحجارة. وذلك لأن مخالفة الرسل تقتضي أحد هذه الأمور.
وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ أي من عبادة الأصنام ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ أي بالتوحيد، أو بالرجوع عن البخس والتطفيف إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ أي للمستغفرين التائبين وَدُودٌ أي مبالغ في المحبة لهم.
قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ (٩١)
قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ أي ما نفهم كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ كالتوحيد، وحرمة البخس. يعنون أنهم لا يقبلونه، أو قالوا ذلك استهانة به، كما يقول الرجل لمن لا يعبأ بحديثه: ما أدري ما تقول! أو جعلوا كلامه هذيانا وتخليطا لا ينفعهم كثير منه و (الكثير) مراد به الكل، أو قالوه فرارا من المكابرة.