للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً أي أضمرها، لظنه أنهم أرادوا به سوءا قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ أي يبلغ ويكمل علمه فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ أي صيحة فَصَكَّتْ أي لطمت وَجْهَها أي تعجبا، على عادة النساء في كل غريب عندهن وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ أي عاقر ليس لي ولد قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ أي مثل الذي قلنا وأخبرنا به، قال ربك، فإنما نخبرك عن الله. فأقبلي قوله، ولا تتوهمي عليه خلاف الحكمة، ولا الجهل، بعدم قبولك للولادة. إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٣١ الى ٣٧]

قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (٣٤) فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥)

فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٦) وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٣٧)

قالَ أي إبراهيم لضيفه فَما خَطْبُكُمْ أي أمركم وشأنكم أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ أي مؤاخذتهم لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ أي رجما لهم على فعلهم الفاحشة مُسَوَّمَةً أي مرسلة، أو معلّمة عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ أي المتعدّين حدود الله. الكافرين به فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها أي في تلك القرية مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أي بإيحاء الخروج إليهم على لسان الملائكة، وهم لوط وابنتاه عليهم السلام. فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يعني بيت لوط عليه السلام وَتَرَكْنا فِيها أي في تلك القرية آيَةً أي علامة تدل على إهلاكهم الدنيويّ الدال على الأخرويّ لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ أي في الآخرة وقوله تعالى:

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٣٨ الى ٤٠]

وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٣٩) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (٤٠)

وَفِي مُوسى عطف على (فيها) بإعادة الجار، لأن المعطوف عليه ضمير مجرور. أي وتركنا في قصة موسى بإهلاك أعدائه، آية وحجة تبين لمن رآها حقية دعواه.

إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ أي ببرهان ظاهر فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ أي

<<  <  ج: ص:  >  >>