للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كضرورة الحس. لأن ضرورة الحس فيها جذب واختيار، وحمل وإكراه، وضرورة العقل لطيفة جدّا. لأنه يعظ ويلاطف وينصح ويخفف.

ثم ضرب مثلا لطيفا، وقال بعده: فعلى هذا، فإن الله تقدس اسمه، معروف عند العقل بالاضطرار، لا ريب عنده في وجوده، ومستدل عليه عند الحس، لأنه يستحيل كثيرا ولا يثبت أصلا، فمن أستدل ترقى من الجزئيات. ومن ادعى الاضطرار انحدر من الكليات. وكلا الطريقين قد وضح بهذا الاعتبار وكفي مؤونة الخبط والإكثار. فأما ما ينظر منه في الجدال، فلا يرث منه إلا الشك والفرقة والحمية والعصبيّة. وهناك للهوى ولادة وحضانة، وللباطل استيلاء وجولة، وللحيرة ركود وإقامة. أخذ الله بأيدينا، وكفانا الهوى الذي يؤذينا- انتهى-.

وقوله تعالى:

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأعراف (٧) : آية ١٧٤]]

وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (١٧٤)

وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ أي مثل ما ذكرنا، نبيّن الأدلة والحجج، ليرجعوا إلى الحق. وقوله تعالى:

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأعراف (٧) : آية ١٧٥]]

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (١٧٥)

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ أي على قومك أو على اليهود نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا أي علم الكتاب، فلطف به حتى تعلم وفهم المعاني، وصار عالما بها فَانْسَلَخَ مِنْها بأن نزع العلم عنه فكفر بها، وخرج منها خروج الحية من جلدها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ أي فلحقه وأدركه وصار قرينا له حتى أضله فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأعراف (٧) : آية ١٧٦]]

وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (١٧٦)

وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها أي لعظمناه بالعمل بها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ أي

<<  <  ج: ص:  >  >>