آتاها الله إياه، حججا على نبوّته، قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ أي بيّن.
والإشارة إلى ما جاء به أو إليه، صلى الله عليه وسلم، وتسميته سحرا مبالغة. يريد عليه السلام:
أن ديني التصديق بكتب الله وأنبيائه جميعا، ممن تقدم وتأخر.
[تنبيهات:]
الأول- نقل الرازي وغيره مصداق هذه الآية من الإنجيل الموجود بين أيديهم.
وذلك في إنجيل يوحنا، في الباب الرابع عشر، هكذا:
إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الأب فيعطيكم فارقليط آخر ليثبت معكم إلى الأبد- كما في النسخة المطبوعة سنة ١٨٢١ و ١٨٣١ و ١٨٣٣ بمدينة لندن- وفارقليط يونانية، ولفظها الأصلي (بيركلوط) ، ومعناه:
محمد أو أحمد، كما بينه صاحب (إظهار الحق) .
وذكرت جريدة المؤيد عدد (٣٢٨٤) صفحة (٢) تحت عنوان (لا يعدم الإسلام منصفا) :
وقال مسيومارسية من (مدرسة اللغات الشرقية) ما يأتي:
إن محمدا هو مؤسس الدين الإسلاميّ، واسم محمد جاء من مادة حمد. ومن غريب الاتفاق أن نصارى العرب كانوا يستعملون اسما من نفس المادة يقرب في المعنى من محمد، وهو أحمد، لتسمية البراكلية به. ومعنى أحمد صاحب الحمد، وهذا ما دعا علماء الدين الإسلاميّ أن يثبتوا بأن كتب المسيحيين قد بشرت بمجيء النبيّ محمد. وقد أشار القرآن نفسه إلى هذا بقوله عن المسيح: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ.
وقد قال اسبرانجيه: إن هذه الآية تشير إشارة خاصة إلى عبارة (إنجيل يوحنا) حيث وعد المسيح تلامذته ببعثة صاحب هذا الاسم. انتهى بالحرف.
وأما (إنجيل برنابا) ففيه العبارات الصريحة المتكررة، بل الفصول الضافية الذيول، التي يذكر فيها اسم محمد في عرضها ذكرا صريحا، ويقول إنه رسول الله.
وقد نقل الشيخ محمد بيرم عن رحالة إنكليزي أنه رأى في دار الكتب البابوية في الفاتيكان نسخة من الإنجيل مكتوبة بالقلم الحميري قبل بعثة النبيّ صلى الله عليه وسلم، وفيها يقول المسيح: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ وذلك موافق لنص