بيده! لا يسمع بي رجل من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار»
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ أي الذي نبئ ما يرشد الخلائق كلهم، مع كونه أميّا. وفي نعته بذلك زيادة تقرير أمره وتحقيق أنه المكتوب في الكتابين الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ أي ما أنزل عليه وعلى من تقدمه من الرسل من كتبه ووحيه وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.
وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ أي: موقنين ثابتين، يهدون الناس بكلمة الحق، ويدلونهم على الاستقامة، ويرشدونهم وَبِهِ يَعْدِلُونَ وبالحق يعدلون بينهم في الحكم، لا يجورون. والآية سيقت لدفع ما عسى يوهمه تخصيص كتب الرحمة والتقوى والإيمان بمتبعي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حرمان أسلاف قوم موسى عليه السلام، من كل خير، وبين أن كلهم ليسوا كما حكيت أحوالهم. وقيل هم الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلّم. ويأباه أنه قد مرّ ذكرهم فيما سلف. أفاده أبو السعود.
وَقَطَّعْناهُمُ أي قوم موسى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أي صيّرناهم قطعا، أي فرقا، وميزنا بعضهم من بعض. والأسباط: أولاد الولد، وكانوا اثنتي عشرة قبيلة، من اثني عشر ولدا، من ولد يعقوب عليه السلام أُمَماً أي عظيمة وجماعة كثيفة