لأن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وليس بالأمر الذي يدرك بالأماني. وقد قيل: إن معناه إن في صدورهم إلا عظمة، ما هم ببالغي تلك العظمة، لأن الله مذلّهم فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ قال ابن جرير: أي فاستجر بالله يا محمد، من شر هؤلاء الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان، ومن الكبر أن يعرض في قلبك منه شيء إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ أي لما يقولون وبما يعملون، فسيجازيهم.
[تنبيه:]
قال كعب وأبو العالية: نزلت هذه الآية في اليهود. وذلك أنهم ادعوا أن الدجال منهم، وأنهم يملكون به الأرض. فأمر صلّى الله عليه وسلّم أن يستعيذ بالله من فتنته. قال ابن كثير:
وهذا قول غريب، وفيه تعسف بعيد. وإن كان قد رواه ابن أبي حاتم. ولم يذكره ابن جرير، على ولعه بالغريب والضعيف.
وفي (الإكليل) : ليس في القرآن الإشارة إلى الدجال إلا في هذه الآية، أي على صحة هذه الرواية.
لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ أي: لإنشائهما وابتداعهما من غير شيء، أعظم من خلق البشر وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ أي لا ينظرون ولا يتأمّلون لغلبة الجهل عليهم. ولذا يجعلون إعادة الشيء أعظم من خلقه عن عدم، مع أنه أهون وأيسر.
وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أي ما يستوي الأعمى الذي لا يبصر شيئا، وهو مثل الكافر الذي لا يتأمل حجج الله بعينيه فيتدبرها ويعتبر بها، فيعلم وحدانيته وقدرته على خلق ما شاء. ويؤمن به- والبصير الذي يرى بعينيه ما شخص لهما ويبصره. وذلك مثل للمؤمن الذي يرى بعينيه حجج الله فيتفكر فيها ويتعظ، ويعلم