قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا أي ما أثبته لمصلحتنا الدنيوية أو الأخروية، فلا وجه لهذا الفرح، لرضانا بقضائه في تلك المصيبة، فلم يسؤنا بالحقيقة كيف؟
ولم يكتبها علينا ليضرّنا بها، إذ هُوَ مَوْلانا أي يتولى أمورنا، فإنما كتبها علينا ليوفقنا للصبر عليها، والرضا بها، فيعطينا من الأجر ما هو خير منها وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ أي لأنه لا ناصر ولا متولي لأمرهم غيره.
قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ أي تنتظرون بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ أي العاقبتين اللتين كل واحدة منهما هي حسنى العواقب، وهما النصر والشهادة وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أي إحدى السّوأتين من العواقب إما أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أي كما أصاب من قبلكم من الأمم أَوْ بعذاب بِأَيْدِينا وهو القتل على الكفر فَتَرَبَّصُوا أي بنا ما ذكر من عواقبنا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ أي منتظرون ما هو عاقبتكم فلا بدّ أن يلقى كلنا ما يتربصه، لا يتجاوزه، فلا تشاهدون إلا ما يسرنا، ولا نشاهد إلا ما يسوؤكم.