وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ أي ما حول قريتكم يا أهل مكة مِنَ الْقُرى أي كحجر ثمود، وأرض سدوم ومأرب ونحوها، فأنذرنا أهلها بالمثلات، وخربنا ديارها، فجعلناها خاوية على عروشها وَصَرَّفْنَا الْآياتِ أي وعظناهم بأنواع العظات، وبيّنا لهم ضروبا من الحجج لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ أي عن الكفر بالله ورسله. قال الطبريّ:
وفي الكلام متروك، ترك ذكره استغناء بدلالة الكلام عليه، وهو: فأبوا إلا الإقامة على كفرهم، والتمادي على غيهم، فأهلكناهم، فلم ينصرهم منا ناصر.
فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً أي: فهلا نصر هؤلاء الذين أهلكناهم من الأمم الخالية قبلهم، أوثانهم التي اتخذوا عبادتها قربانا يتقربون بها، فيما زعموا، إلى ربهم إذ جاءهم بأسنا، فتنقذهم من عذابنا، إن كانت تشفع لهم عند ربهم، كما قالوا: هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ [يونس: ١٨] .
بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ أي غابوا عن نصرهم، وامتنع أن يستمدوا بهم، امتناع الاستمداد بالضالّ ففي ضَلُّوا استعارة تبعية وَذلِكَ إِفْكُهُمْ أي ضياع آلهتهم عنهم، وامتناع نصرهم إثر إفكهم الذي هو اتخاذهم إياها آلهة. وَما كانُوا يَفْتَرُونَ أي وإثر افترائهم في أنها شفعاؤهم.