بك ليكشف عنا العذاب إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ أي بما تزعم أنه الهداية فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ أي العهد الذي عاهدوا عليه، ويتمادون في غيهم.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٥١ الى ٥٣]
وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي يعني أنهار النيل أَفَلا تُبْصِرُونَ أي ما أنا فيه من النعيم والخير، وما فيه موسى من الفقر أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ أي ضعيف لا شيء له من الملك والأموال وَلا يَكادُ يُبِينُ أي الكلام، لمخالفة اللغة العبرانية اللغة القبطية فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ أي يعينونه ويصدقونه.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٥٤ الى ٥٥]
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ أي فاستفزهم بهذه المغالطات، وحملهم على أن يخفّوا له ويصدقوه فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ فَلَمَّا آسَفُونا أي أغضبونا بطاعة عدونا وقبول مغالطاته بلا دليل، وتكذيب موسى وآياته، وندائه بالساحر، ونكث العهود انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ وذلك لاستغراقهم في بحر الضلال، الأجيال الطوال، وعدم نفع العظة معهم بحال من الأحوال.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٥٦ الى ٥٨]
فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً أي حجة للهالكين بعدهم وَمَثَلًا أي عبرة لِلْآخِرِينَ أي الناجين وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا أي في كونه كآدم، كما أشارت له آية إِنَّ