مردودة على الآية الأولى، أي كيف يكون لهم عهد، وحالهم ما ذكر؟ وفيه تحريض للمؤمنين على التبرؤ منهم، لأن من كان أسير الفرصة، مترقيا لها، لا يرجى منه دوام العهد.
قال الناصر: ولما طال الكلام باستثناء الباقين على العهد، أعيدت (كيف) تطريه للذكر، وليأخذ بعض الكلام بحجزة بعض. انتهى.
ثم استأنف تعالى بيان حالهم المنافية لثباتهم على العهد بقوله يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ أي ما تتفوه به أفواههم وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ أي متمردون، لا عقيدة تزعمهم، ولا مروءة تردعهم. وتخصيص الأكثر، لما في بعض الكفرة من التفادي عن العذر، والتعفف عما يجرّ إلى أحدوثة السوء.
اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ أي استبدلوا بها ثَمَناً قَلِيلًا أي من متاع الدنيا. يعني أهويتهم الفاسدة فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ أي فعدلوا عنه أو صرفوا غيرهم إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.
فَإِنْ تابُوا أي مما هم عليه من الكفر وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ أي فهم إخوانكم، لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم، فعاملوهم معاملة الإخوان، وفيه من استمالتهم واستجلاب قلوبهم ما لا مزيد عليه.