للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما يخور العجل. وقيل: لم تحلّه الحياة وإنما جعل فيه منافذ ومخارق، بحيث تدخل فيها الرياح فيخرج صوت يشبه صوت العجل. أفاده الرازي.

وقوله: فَقالُوا أي السامريّ ومن افتتنوا به هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ أي غفل عنه وذهب يطلبه في الطور. ثم أنكر تعالى على من ضل بهذا العجل وأضل. مسفها لهم فيما أقدموا عليه، مما لا يشتبه بطلانه على أحد، بقوله سبحانه:

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : آية ٨٩]]

أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً (٨٩)

أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ أي العجل إِلَيْهِمْ قَوْلًا أي لا يردد لهم جوابا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً أي دفع ضرّ ولا جلب نفع، أي فكيف يتخذ إلها؟.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : آية ٩٠]]

وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (٩٠)

وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ أي قبل رجوع موسى إليهم يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ أي ضللتم بعبادته وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي في عبادته سبحانه، ونبذ العجل.

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : الآيات ٩١ الى ٩٣]

قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى (٩١) قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (٩٢) أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (٩٣)

قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى قالَ أي موسى يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أي في الغضب لله، وشدة الزجر عن الكفر. و (لا) مزيدة. أو المعنى ما حملك على أن لا تتبعني، بحمل النقيض على النقيض. فإن المنع عن الشيء مستلزم للحمل على مقابله. أو ما منعك أن تلحقني وتخبرني بضلالهم، فتكون مفارقتك مزجرة لهم أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي وهو ما أمره به من أن يخلفه في قومه، ويصلح ما يراه فاسدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>