كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ
[الأحقاف: ٦] ، وقوله: كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا [مريم: ٨٢] . إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ابتداء كلام منه تعالى، أو تتمة كلام الشيطان.
قال الزمخشري: وإنما حكى الله عزّ وعلا ما سيقوله في ذلك الوقت، ليكون لطفا للسامعين في النظر لعاقبتهم والاستعداد لما لا بدّ لهم من الوصول إليه وأن يتصوروا في أنفسهم ذلك المقام الذي يقول الشيطان فيه ما يقول، فيخافوا ويعملوا ما يخلصهم منه وينجّيهم.
ولما ذكر تعالى مآل الأشقياء وما صاروا إليه من الخزي والنكال، عطف بمآل السعداء بقوله سبحانه.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة إبراهيم (١٤) : آية ٢٣]]
وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ (٢٣)
وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا أي بالله ورسوله وكتابه وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أي:
الطاعات جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أي: من تحت مساكنها وشجرها، أنهار الخمر والماء والعسل واللبن خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ متعلق ب (أدخل) أي:
أدخلتهم الملائكة الجنة بإذن الله وأمره تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ متعلق ب (أدخل) أي:
أدخلتهم الملائكة الجنة بإذن الله وأمره تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ أي: تحييهم وتكرمهم الملائكة بالسلام عليهم، كقوله تعالى: وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ [الزمر: ٧٣] ، وقوله: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ [الرعد: ٢٣- ٢٤] .
ولما بيّن تعالى ما أعدّ للمشركين والمؤمنين من المآل الأخرويّ، ضرب مثلا للشرك والإيمان- بأن مآل الثاني الثبات والاستقرار لأنه الذي ينفع الناس، ومآل الأول إلى الدمار والاندحار- فقال سبحانه:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة إبراهيم (١٤) : الآيات ٢٤ الى ٢٥]
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٥)
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ يعني في