للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ أي أبقينا عليه في الأمم بعده ثناء حسنا، فمفعول (تركنا) محذوف، أو ما حكاه تعالى بقوله سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ أي أن يسلموا عليه إلى يوم القيامة. أي أن يقولوا هذه الجملة. قال السمين: قوله سَلامٌ عَلى نُوحٍ مبتدأ وخبر. وفيه أوجه: أحدها أنه مفسر ل (تركنا) والثاني أنه مفسر لمفعوله. أي تركنا عليه شيئا وهو هذا الكلام. أو ثمّ قول مقدر. أي فقلنا سلام. أو ضمن (تركنا) معنى (قلنا) أو سلط (تركنا) على ما بعده. وقرئ (سلاما) وهو مفعول به ل (تركنا) .

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ٨٠]]

إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٠)

إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ تعليل لما أثيب به من التكرمة، بأنه مجازاة له على إحسانه، وهو مجاهدته في إعلاء كلمة الله، والدعوة إلى الحق ليلا ونهارا، سرّا وجهارا.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ٨١]]

إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (٨١)

إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ أي المصدقين، وتعليل إحسانه بالإيمان، إظهار لفضل الإيمان ومزيته. حيث مدح من هو من كبار الرسل به. فالمقصود بالصفة مدحها نفسها، لا مدح موصوفها. وذلك لأن الإيمان أساس لكل خير يوجد، ومركز لدائرته، ومسك خاتمته.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ٨٢]]

ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٨٢)

ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ أي من كفار قومه.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ٨٣]]

وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (٨٣)

وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ أي ممن شايعه وتابعه في الإيمان والدعوة القوية إلى التوحيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>