للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَخَرَجَ أي قارون باغيا عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ أي مغترّا بالنظر فيها قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا أي جريا على سنن الجبلة البشرية، من الرغبة في السعة واليسار يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ أي مما تتمنونه لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها أي هذه الكلمة التي فاه بها الذين أوتوا العلم. أو الجنة. أو السيرة والطريقة، وهي الإيمان والعمل الصالح إِلَّا الصَّابِرُونَ أي على الطاعات عن الشهوات، وعلى زمام النفس أن تجري في أعقاب المزخرفات. و (ويلك) في الأصل دعاء بالهلاك. والمراد به هنا الزجر عن هذا التمني، مجازا. وهو منصوب على المصدرية فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ أي المشتملة على أمواله الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أي بدفع العذاب عنه وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ أي بقوة نفسه وما له وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أي من شقيّ وسعيد وَيَقْدِرُ أي يقبض. فلا دلالة في البسط على السعادة. ولا في القبض على الشقاوة. بل يفعل سبحانه كل واحد من البسط والقدر بمحض مشيئته، لا لكرامة توجب البسط، ولا لهوان يقتضي القبض لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا أي بعدم إيتائه متمنانا لَخَسَفَ بِنا أي كما خسف به وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ أي بعدم إيتائه متمنانا لَخَسَفَ بِنا أي كما خسف به وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ أي لنعمة الله، في صرفها في غير سبيلها. أو المكذبون برسله اغترارا بزخارفهم.

[فائدة:]

في (ويكأن) مذاهب:

الأول- أن (وي) كلمة برأسها. وهي اسم فعل، معناها أعجب. أي أنا.

والكاف للتعليل. و (أن) وما في حيزها مجرورة بها. أي أعجب لأن الله يبسط الرزق إلخ. وقياس هذا القول أن يوقف على (وي) وحدها، وقد فعل ذلك الكسائيّ.

الثاني- أنه مركب من (وي) للتعجب (وكأن) للتشبيه. والمعنى: ما أشبه الأمر أن الله يبسط. أي ما أشبه أمر الدنيا والناس مطلقا إلى آخر، أمر قارون وما شوهد من قصته. والأمر مأخوذ من الضمير. فإنه للشأن. والمراد من تشبيه الحال بهذه الحال، أنه لتحققه وشهرته، يصلح أن يشبه به كل شيء. كما أشار إليه في الكشف.

الثالث- قال بعضهم: (كأن) هنا للتشبيه. إلا أنه ذهب منها معناه. وصارت للخبر واليقين. وهذا أيضا يناسبه الوقف على (وي) .

الرابع- زعم الهمداني في (الفرائد) أن مذهب سيبويه والخليل أن (وي)

<<  <  ج: ص:  >  >>