وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى أي القرى المهلكة آمَنُوا أي بالله ورسلهم وَاتَّقَوْا أي الكفر والمعاصي لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أي لوسعنا عليهم الخير، ويسرناه لهم من كل جانب، مكان ما أصابهم من فنون العقوبات، التي بعضها من السماء، وبعضها من الأرض. ف (فتحنا) استعارة تبعية، لأنه شبه تيسير البركات عليهم بفتح الأبواب في سهولة التناول. أو مجاز مرسل في لازمه، وهو التيسير. أو أريد ب (بركات السماء) المطر و (بركات الأرض) النبات والثمار وَلكِنْ كَذَّبُوا أي الرسل فَأَخَذْناهُمْ أي عاقبناهم بِما كانُوا يَكْسِبُونَ من الكفر والمعاصي.
[تنبيه:]
أفادت الآية قلة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسل، كقوله تعالى:
فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ [يونس: ٩٨] ، أي: ما آمنت قرية بتمامها إلا قوم يونس، فإنهم آمنوا، وذلك بعد ما عاينوا من العذاب، كما قال تعالى عنهم فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ [الصافات: ١٤٨] .
أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أي: القرى المذكورة أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا أي: عذابنا ونكالنا بَياتاً أي: ليلا، أي وقت بيات وَهُمْ نائِمُونَ أي حال كمال الغفلة.