العدد وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أي في التيه أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فضربه فَانْبَجَسَتْ أي انفجرت مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً بعدد الأسباط قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ أي سبط منهم مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ في التيه من حرّ الشمس وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ حيث أوجبوا لها العذاب الدائم.
وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ يعني بيت المقدس، والقائل موسى عليه السلام، دعاهم إلى دخول بيت المقدس، أو يوشع، فإنه دعاهم، بعد وفاة موسى، إلى غزو بيت المقدس وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ أي قولوا حطّ عنا ذنوبنا، وقيل: أمروا بكلمة إذا قالوها حطّ عنهم أوزارهم وَادْخُلُوا الْبابَ أي باب القرية سُجَّداً أي ساجدين أو خاضعين. أمروا بأن يدخلوها بالتواضع، وكان ذلك شرطا في قبول فعلهم نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ.
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً أي عذابا مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ وقد تقدم تفسير هذا كله في سورة البقرة بما يغني عن إعادته.