للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

[سورة الذاريات]

قال المهايميّ: سميت بها لأنها مبدأ الخيرات، فأشبهت العناية الإلهية. وهي مكية. وآيها ستون.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الذاريات (٥١) : آية ١]]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (١)

وَالذَّارِياتِ ذَرْواً يعني: الرياح التي تذرو البخارات ذروا. أي نوعا من الذرو ليعقدها سحبا. أو النساء الولود، فإنهن يذرين الأولاد، مجازا شبه تتابع الأولاد بما يتطاير من الرياح. أو الأسباب التي تذري الخلائق من الملائكة وغيرهم. وهو استعارة أيضا شبهت الأشياء المعدة للبروز من كمون العدم، بالرياح المفرقة للحبوب ونحوها.

والذَّارِياتِ اسم فاعل (ذرا) المعتل بمعنى فرّق وبدّد ما رفعه عن مكانه.

ويقال: أذرى أيضا. وأما (ذرأ) المهموز فبمعنى أنشأ وأوجد.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الذاريات (٥١) : آية ٢]]

فَالْحامِلاتِ وِقْراً (٢)

فَالْحامِلاتِ وِقْراً أي السحب الحاملة للأمطار المنبتة للزروع والأشجار لإفادة الحبوب والثمار. كما قال زيد بن عمرو بن نفيل:

وأسلمت نفسي لمن أسلمت ... له المزن تحمل عذبا زلالا

أو الرياح الحاملة للسحاب، أو النساء الحوامل، أو أسباب ذلك.

و (الوقر) بسكر الواو، كالحمل وزنا ومعنى. وقرئ بفتح الواو على أنه مصدر سمي به المحمول.

<<  <  ج: ص:  >  >>