للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقعون فيها وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً أي معدلا ينصرفون إليه. إشارة إلى ما يعاجلهم من الهم والحزن، فإن توقع العذاب والخوف منه قبل وقوعه، عذاب ناجز.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الكهف (١٨) : آية ٥٤]]

وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً (٥٤)

وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ أي نوّعنا في هذا القرآن، الجامع للمهمات وأنواع السّعادات، لمصلحة الناس ومنفعتهم، من كل مثل، ينبه على مراقي السعادات ومهاوي الضلالات لينذروا به وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا أي مجادلة ومخاصمة ومعارضة للحق بالباطل.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الكهف (١٨) : آية ٥٥]]

وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً (٥٥)

وَما مَنَعَ النَّاسَ أي أهل مكة الذين حكيت أباطيلهم وكل من شاكلهم أَنْ يُؤْمِنُوا أي من أن يؤمنوا بالله تعالى ويتركوا الشرك إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى أي القرآن والحق الواضح النيّر وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ أي عن المعاصي السالفة إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أي طلب إتيانها، أو انتظار إتيانها، وهي عذاب الاستئصال أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا أي يرونه عيانا ومواجهة، وهو عذاب الآخرة. أو أعم. و (القبل) بضمتين بمعنى العيان كما في قراءة (قبلا) بكسر القاف وفتح الباء. أو (قبلا) بمعنى: أنواعا متنوعة جمع (قبيل) وقرئ بفتحتين أي مستقبلا. وقوله تعالى:

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الكهف (١٨) : آية ٥٦]]

وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آياتِي وَما أُنْذِرُوا هُزُواً (٥٦)

وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ أي وما نرسلهم، قبل إنزال العذاب، إلا لتبشر من آمن بالزلفى والكرامة، وإنذار من كفر بأن تأتيه سنة من مضى وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ كاقتراح الآيات لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ أي ليزيلوا بالجدال، الحقّ

<<  <  ج: ص:  >  >>