للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتكبرون بما ليس بحق، وهو دينهم الباطل. أو حال من فاعله، أي يتكبرون غير محقين وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ أي حجة من الآيات والحجج المنزلة عليهم لا يُؤْمِنُوا بِها تكبرا عليها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ يعني طريق الحق والهدى والاستقامة واضحا ظاهرا لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا لمنافاته أهويتهم وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ أي الضلال عن الحق والهلاك يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا أي طريقا يميلون إليه ذلِكَ أي الصرف عن الآيات، أو اتخاذهم الغي سبيلا بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ أي: لاهين لا يتفكرون فيها، ولا يتعظون بها. أو غافلين عما ينزل بهم من مخافة الرسل. ثم بين وعيد المكذبين بقوله:

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأعراف (٧) : آية ١٤٧]]

وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤٧)

وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ أي القيامة، وهي الكرّة الثانية. سميت (آخرة) لتأخرها عن الدنيا حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ أي بطلت: فلم تعقب نفعا. والمراد جزاء أعمالهم، لأن الحابط إنما يصح في المنتظر، دون ما تقضّى، وهذا كقوله لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ [الزلزلة: ٦] هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ أي إلّا جزاء عملهم من الكفر والمعاصي.

[تنبيه:]

ذهب بعضهم إلى أن قوله تعالى: سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ إلخ كلام مع قوم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو متصل بما سبق من قصصهم، وهو أَوَلَمْ يَهْدِ ... إلخ.

وإيراد قصة موسى وفرعون للاعتبار.

وقال الكعبي وأبو مسلم الأصفهاني: إن هذا الكلام تمام لما وعد الله موسى عليه السلام به من إهلاك أعدائه. ومعنى صرفهم إهلاكهم، فلا يقدرون على منع موسى من تبليغها، ولا على منع المؤمنين من الإيمان بها، وهو شبيه بقوله: بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ، وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة: ٦٧] ، فأراد تعالى أن يمنع أعداء موسى عليه السلام من إيذائه، ومنعه من القيام بما يلزمه في تبليغ النبوة والرسالة. انتهى. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>