وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً أي أفواجا متفرقة بعضها في أثر بعض، على تفاوت ضلالهم وغيهم، رعاية للعدل في التقديم والتأخير حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها أي ليدخلوها، ولكل فريق باب وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أي الموكلون بتعذيبهم أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ أي من جنسكم تعرفون صدقهم وأمانتهم يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا أي وقتكم أو يوم القيامة، حرصا على صلاحكم وهدايتكم قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ أي وجبت كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ أي حكمه عليهم بالشقاوة، وأنهم من أهل النار قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ أي مساق إعزاز وتشريف، للإسراع بهم إلى دار الكرامة زُمَراً أي متفاوتين حسب تفاوت مراتبهم في الفضل حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ أي من دنس المعاصي، وطهرتم من خبث الخطايا فَادْخُلُوها خالِدِينَ قال السمين: في جواب إِذا ثلاثة أوجه:
أحدها- قوله: وَفُتِحَتْ والواو زائدة. وهو رأي الكوفيين والأخفش. وإنما جيء هنا بالواو دون التي قبلها، لأن أبواب السجون مغلقة إلى أن يجيئها صاحب الجريمة فتفتح له، ثم تغلق عليه. فناسب ذلك عدم الواو فيها. بخلاف أبواب السرور والفرح، فإنها تفتح انتظارا لمن يدخلها.
والثاني- أن الجواب قوله: وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها على زيادة الواو أيضا.
الثالث- أن الجواب محذوف. قال الزمخشري: وحقه أن يقدر بعد خالدين: