الوحي، فيدعون أنهم سمعوا هنالك من الله أن الذي هم عليه حق. فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ أي بحجة واضحة تصدق دعواه أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ أي حيث جعلوا، لسفاهة رأيهم، الملائكة إناثا، وأنها بناته تعالى، مع أنه وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ [النحل: ٥٨] ، أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً أي أجرة على إبلاغك إياهم رسالة الله تعالى، فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ أي من التزام غرامة مُثْقَلُونَ أي منه ما شاءوا، وينبئون الناس عنه بما أرادوا أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً أي بالرسول وما جاء به، فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ أي الممكور بهم دونك، فثق بالله، وامض لما أمرك به أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ أي له العبادة على جميع خلقه سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ أي: تنزيها له عن شركهم، وعبادتهم معه غيره.
فَذَرْهُمْ أي يخوضوا ويلعبوا، ويلههم الأمل، حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ أي يموتون يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً أي لا يدفع عنهم مكرهم من عذاب الله، شيئا وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ.