للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم من وجوه، هذا أحسنها إسنادا. وفي رواية لأبي داود «١» ، من رواية معاذ ابن أنس رضي الله عنه زيادة على هذا. قال: ثم أتى آخر. فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته. فقال: أربعون. وقال: هكذا تكون الفضائل. وفيه رد على من زعم أنه لا يزاد على (وبركاته) . لا يقال رواية (ومغفرته) عند أبي داود، هي من طريق أبي مرحوم واسمه عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ عن أبيه.

وأبو مرحوم ضعفه يحيى. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به- لأنا نقول:

قد حسّن الترمذيّ روايته عن سهل بن معاذ. وصححها أيضا هو وابن خزيمة والحاكم وغيرهم. قال النسائيّ لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه.

[عود:]

وروى الطبراني عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال: السلام عليكم كتب له عشر حسنات، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله. كتبت عشرون حسنة، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له ثلاثون حسنة» .

وروى ابن حيان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا مرّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال: سلام عليكم. فقال: عشر حسنات. ثم مرّ آخر فقال: سلام عليكم ورحمة الله فقال: عشرون حسنة. ثم مرّ آخر فقال: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال: ثلاثون حسنة. فقام رجل من المجلس ولم يسلّم.

فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ما أوشك ما نسي صاحبكم. إذا جاء أحدكم إلى المجلس فليسلم.

فإن بدا له أن يجلس فليجلس. وإن قام فليسلم. فليست الأولى بأحق من الآخرة.

وروى الطبرانيّ بإسناد جيد عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبخل الناس من بخل بالسلام. ورواه أيضا عن أبي هريرة. ولأحمد «٢» والبزار نحوه عن جابر.

وروى الطبراني عن حذيفة بن اليمان عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده تناثرت خطاياهما كما تتناثر ورق الشجر

. قال المنذريّ:

ورواته لا أعلم فيهم مجروحا.

وروى البزار عن عمر بن الخطاب قال: «قال رسول الله


(١) أخرجه أبو داود في: الأدب، ١٣٢- باب كيف السلام، حديث ٥١٩٦.
(٢)
أخرجه أحمد في مسنده ٣/ ٣٢٨، ونصه: عن جابر أن رجلا أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إن لفلان في حائطي عذقا، وإنه قد آذاني وشقّ عليّ مكان عذقه. فأرسل إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «بعني عذقك الذي في حائط فلان» قال: لا. قال «فهبه لي» قال: لا. قال «فبعنيه بعذق في الجنة» . قال: لا.
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم «ما رأيت الذي هو أبخل منك إلا الذي يبخل بالسلام»
.

<<  <  ج: ص:  >  >>