والقصة واحدة- بأنه حيث طرح الواو قصد تفسير العذاب وبيانه، فلم يعطف لما بينهما من كمال الاتصال. وحيث عطف- كما هنا- لم يقصد ذلك. والعذاب، إن كان المراد منه الجنس، فالتذبيح، لكونه أشدّ أنواعه، عطف عليه عطف جبريل على الملائكة، تنبيها على أنه لشدته كأنه ليس من ذلك الجنس. وإن كان المراد به غيره، كاسترقاقهم واستعمالهم في الأعمال الشاقة، فهما متغايران والمحلّ محلّ العطف.
وجوّز أيضا كون العطف هنا للتفسير وكأن التفسير وكأن التفسير- لكونه أوفى بالمراد وأظهر- بمنزلة المغاير فلذا عطف.
وقوله تعالى:
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة إبراهيم (١٤) : آية ٧]]
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ أي: آذن وأعلم إعلاما بليغا- من جملة ما قال موسى لقومه لَئِنْ شَكَرْتُمْ أي: نعمه، بصرفها إلى ما خلقت له. كالعقل إلى تصحيح الاعتقاد فيه واستعمال سائر النعم بمقتضاه لَأَزِيدَنَّكُمْ أي: من النعم وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ فيصيبكم منه ما يسلب تلك النعم ويحل أشدّ النقم.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة إبراهيم (١٤) : آية ٨]]