استفتاحهم وأفلحوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وهم قومهم. أو استفتح الكفار على الرسل وخابوا ولم يفلحوا. وإنما قيل: وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ذمّا لهم وتسجيلا عليهم بالتجبّر والعناد. أو استفتحوا جميعا فنصر الرسل وأنجز لهم الوعد، وخاب أعداؤهم. و (الجبار) المتكبر على طاعة الله تعالى وعبادته و (العنيد) المعاند للحقّ، كخليط بمعنى مخالط.
وقوله تعالى:
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة إبراهيم (١٤) : آية ١٦]]
مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ جملة في محل جر صفة ل (جبار) كناية عن تطلبها له وترصدها إياه، ومن تطلب شيئا وترصده أدركه لا محالة. وقيل: على تقدير مضاف، أي: من وراء حياته وانقضاء عمره. وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ وهو ما يسيل من جوف أهل النار، قد خالط القيح والدم.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة إبراهيم (١٤) : آية ١٧]]
يَتَجَرَّعُهُ أي: يتكلف تجرعه لقهره عليه وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ ولخبثه وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ أي: تحيط به أسبابه من الأهوال، وما هو بمستريح مما نزل به وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ
أي: شديد متصل لا ينقطع.
[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة إبراهيم (١٤) : آية ١٨]]